التهوية الداخلية للمباني والمنازل مهمة لمنع تلوث الهواء الداخلي، فهناك مصدران لتلوث الهواء الداخلي، حيث يكون المبنى نفسه المصدر الأول من حيث سوء تصميمه الذي تجاهل ضمان التهوية الداخلية، مما أتاح الفرصة لمسببات التلوث الداخلية أن تقوم بدورها في هذا الشأن؛ مثل الأبخرة المتصاعدة من ماكينات تصوير المستندات أو من ورق الحائط أو مواد التنظيف التي يحتوي بعضها على غاز الفورمالدهيد المسبب للغثيان، أو الإصابة بطفح جلدي. وكذلك مثل الغازات الغير مرئية التي تنبعث من أجهزة التكييف والتدفئة المركزية التي يصاحبها تراب غني بالمواد العضوية أو العفن أو الفطر، إضافة إلى أول أكسيد الكربون الذي يتصف بالسُميّة والذي ينتج عن احتراق الكيروسين داخل المنازل. وكذلك الغازات الهيدروكربونية الناجمة عن قلي وشي الأطعمة. كما أن السجاد داخل المنازل يعتبر مأوى مثالي للسوس والعث الذي يؤدي إلى انتشار الربو بين السكان. أما المصدر الثاني للتلوث الداخلي فهي الملوثات الخارجية التي تقتحم المنازل. وتتحدد إمكانيات التهوية بعدة عوامل رئيسية، مثل مدى القرب من المحيط الزراعي المفتوح، وشكل شبكة الشوارع ومدى تعامدها مع الرياح السائدة، وعرض الشوارع، وطول واجهات المنازل وعدد النواصي المطلة عليها. يعتبر تدفق الهواء في المدن غير كاف، فالمنازل المتعددة الطوابق تتدخل في التدفق الطبيعي للرياح، وفي بعض مراكز المدن قد تنخفض سرعة الرياح إلى ٥٠٪، وفي بعض الأقاليم المزدحمة بالمدن يتركز الهواء الملوث، ويصبح هواء هذه المكان أكثر دفئاً وجفافاً مع مناخ البيئة الطبيعية من حوله، ويشبه في ذلك المناخ الصحراوي إلى حد كبير. ويتفق ذلك في مضمونه مع فكرة المسكن البيئي، وذلك بهدف إيجاد وتوفير مساحات معيشية ذات تأثير إيجابي على السكان داخل المسكن وخارجه قدر الإمكان. وتوصف المدينة بأنها كائن حي، باعتبار أن الهواء الخارجي يتخلل شقوق المنازل والفتحات الصغيرة جداً في الجدران والأساسات، وفي نهاية الأمر يتسرب مرة أخرى إلى خارج المنازل، وذلك يشابه عملية الشهيق والزفير عند الإنسان. ويُلاحظ أن المباني القديمة تتمتع بتهوية أفضل بكثير من المنازل الجديدة، حيث أن المنازل القديمة لم تبن بنفس إحكام المنازل الجديدة، فلم يستعمل مواد عازلة لحفظ الحرارة بنفس القوة الحالية. ورغم ذلك فالمنازل الجديدة يصيبها نصيب من التهوية، ولكن بمعدلات منخفضة جداً، تؤدي إلى زيادة الرطوبة التي تصل إلى الهواء من دورات المياه ومصادر المياه الأخرى بالمنزل. وذلك قد يؤدي إلى تقشير الطلاء وظهور العفن والفطريات في الأماكن الرطبة. وفي ذلك تظهر أعراض مرضية، فيظهر عند البالغين حالات غثيان وقيء وضيق التنفس آلام الظهر والإمساك وتوتر الأعصاب. أما بالنسبة للأطفال، فقد يعانون من صفير بالصدر، والتهابات بالحلق ورشح بالأنف، وحالات صداع وحمى أكبر من أقرانهم القاطنين ببيئات جافة. وقد يكون التغيير بين حجرات المعيشة الدافئة والممرات وبين حجرات النوم الباردة مضراً، فقد يكون عاملاً في تطور التهاب القصبات الهوائية المزمنة، والتعرض للبرودة الشديدة يزيد من مقاومة انسياب الهواء وانخفاض كمية الزفير عند المرضى المصابين بالحساسية. تعد مساحة المنزل من العوامل المؤثرة في تهوية المبنى وتجديد هوائه، وكلما اتسعت دل ذلك على تهوية زائدة للمبنى، ومن ثم توزيع أكثر للهواء وتجديد هواء الوحدة السكنية بشكل مستمر. وكلما ضاقت هذه المساحة أدى ذلك إلى عدم تجديد الهواء وتركيزه، مما يزيد التلوث وانتشار الأمراض. كما يعد مساحة المدخل الموجود أمام الشقق السكنية من الأمور الهامة والتي يجب أن تراعى عند بناء الوحدة السكنية، حيث أن هذه المساحة لها وظيفة إتاحة فرص تجديد الهواء داخل الشقق، خاصةً عندما تكون منافذ الشقة محدودة أو معدومة. فتوجد شقق لا توجد لها نوافذ على الشوارع أو مساقط نور من الداخل. ولبير السلم وظيفة هامة، وهي تكوين تيارات هوائية تعمل بدورها على تلطيف الجو الداخلي للمسكن. كذلك شرفة المنزل لها أهمية كبيرة في تهوية المبنى أو الوحدة السكنية، حيث أن كلما توفرت للوحدة السكنية شرفة أو أكثر بما يسمح بتجديد الهواء، وتكون التهوية جيدة داخل المسكن، ومن ثم قلة تعرض الأفراد للأمراض. وكثيراً ما تؤثر الظروف الاجتماعية للأسرة على النمط المعماري للوحدة السكنية، فتقفل الشرفات المستطيلة لمواجهة متطلبات المعيشة المختلفة بمواد خفيفة لتضاف مساحتها إلى السطح الداخلي للغرفة، ويظهر ذلك في مناطق الإسكان الشعبي بوجه خاص. أو تستخدم في تخزين فوائض المسكن، أو تستخدم كمكان لتربية الطيور، مما يشوه مناظر المباني السكنية، وقد يتحول منور العمارة المخصص للتهوية لمرمى قمامة.